حكايات ممنوعة

الوصف

بعد كل هذه الحروب في باطن الأرض وفي أعماق البحر مع إخواني من الجن المسلم عدت لمنزلي بين أولادي وزوجتي وأخوتي.
مر أسبوع كامل على وصولي لمنزلي في الإسماعيلية آثرت فيه العزلة ، عزلة تدفعني للتفكير في كل ما حدث ، استرجعت فيها حياتي كلها ، سرحت بخاطري في جدودي فضل وفاضل فهم أصل الحكاية وسر الرواية ، كنت أتخيلهم وهم يُسبِّحون و يذكرون وقد فاضت وجوههم نورا وأرواحهم خفة وسروراً ، يجالسون الجن المسلم في حلقات الذكر ، تلهج ألسنتهم بالتسبيح ، وتغشاهم السكينة ، ثم أراني أتخيل فاطمة أمي وهي صغيرة تلعب في حجر جديها في حضور حكيم الجن الذي ينظر لها ويبتسم ، يبتسم لها وكأنه قد استشرف مستقبلها وما هي قادرة عليه ، كأني أراها وهي تلعب مع أخواتها من الجنيات الأميرات المسلمات وهن يتأرجحن في فروع الشجرة الطيبة أمام منزلها الطيني الريفي ، أتخيلها وقد أمسكت يدها ملكة الجن ياسمين وهي تداعبها وتلاعبها ، أرى فاطمة وقد أدهشها تحول تلك القطة البيضاء الناعمة الوديعة لملكة عظيمة بذلك التاج البهي ، ثم أراني وقد مرت بي السنوات وقد أصبحت فاطمة زوجة وأما ، كنت أنا وأخوتي نجلس حولها فتحدثنا بيقين في الله لا يتزعزع ، تحببنا في الصلاة ، تذكرنا بكيفية الصلاة على النبي باستحضار القلب وغلبة اليقين ، كانت تصف لنا النبي كأنها تراه .
تذكرت وقتها نصائحها وتحذيراتها من عالم الشياطين وقد فهمت الآن لماذا كانت تخصني بالذات ، لقد كانت ترى بعين يقينها وسلامة قلبها أن الحرب القادمة معي ، كانت تعلم أني وريثها الروحاني وسرها ، كانت تحصنني وتذكرني بالله ، أذكر أنها ذات مرة اقتربت مني وهمست في أذني قائلة : كلُّ إيذاء في الله يهون ، واحسن الظن بالله ، فكل ظن بالله يكون…. ثم نظرت في عيني وتغيرت نبرتها وقالت : للخير قوة وجنود يعلمها أهل السماء ولا يراها أهل الأرض ، تنزل عند اشتداد الابتلاء فاصبر على حكم القضاء .