شياطين المقام

الوصف

الإنسان تركيبة معقدة من جسد ونفس وروح، فالجسد يغذيه الطعام والشراب، أما النفس تتغذى على النسك والتعبد والثقافة، أما الروح فتتغذى على الجسد والنفس، فإن فسد الجسد بخطاياه، فسدت النفس ومعها الروح وإن فسدت النفس فسد الجسد ومعه الروح بالتأكيد، فالجسد دائماً يشتهي كل الملذات والنفس تتمنع بحجة الضمير، لكن لو زاغ الجسد ستتبعه النفس بالتأكيد بلا قيد أو شرط، أما الروح تسعى جاهدة أن تكون سامية وتترفع عن كل الخطايا والدنس كى ترتقى لمكانة أرفع مما كانت عليه قبلاً، لكن سمو الجسد ونقاوته تجعل ضمير النفس راقٍ والروح نقية ويصبح الإنسان شفافاً بنقاوته وأكبر ثغرات الجسد للفساد هى الشهوات التى هى فى الأساس أصل كل الشرور ومفتاح الشهوات هى الغرائز الموجودة في داخل الجسد و بداية أمراض الشهوات هى الاشتهاء، سواء اشتهاء معنوى أو اشتهاء مادى وبدون جسد، كانت حياتنا تغيرت وصرنا ملائكة ولكن نفكر بالنفس ومن الممكن أن نتحول إلى شياطين وإن لم تكن النفس موجودة والجسد غير موجود، لأصبحنا ملائكة بلا حواس وكنا سنظل ملائكة للأبد، لكن كل مشاكلنا، تكمن فى النفس والجسد وبالمناسبة الجسد بشهواته أصل كل الشرور و فى تلك الرواية، كل المشكلة فى الجسد وشهواته، التى حولت أصحابها من بشر، إلى شياطين على هيئة بشر، شهوانيين، بأنفس مريضة، وأرواح فارقتها الحياة لكنها تظهر للأخرين بها حياة، فكلما ارتقينا بأجسادنا وترفعنا بشهواتنا وأثرينا أنفسنا بالثقافة صرنا ملائكة تمشى على الأرض بلا منازع أو منافس