طفلة من جهنم

الوصف

الساعة الثانية ليلا، رفع سالم الغطاء من فوقه، وقام بوجه عليه أمارت النوم، وهو يجاهد في فتح عينيه، توجه إلى الحمام، قضى حاجته، ومن ثم عاد إلى غرفة النوم، ولكنه شاهد شيئا صلَّب الدم في عروقه؛ ابنته الصغيرة فرح تقف على حافة الشرفة، تريد أن تقفز.
هنا تسمر مكانه كالمشلول، لا يستطيع الحركة، تملكه الرعب,عقله تلفت تروسه وتوقفت عن العمل، ماذا يفعل؟ يظل واقفا، أم يتقدم ببطء كي لا تشعر به، راح يخاطبها، لماذا تقفين هكذا يا بنيتي؟ من آذاكِ؟ من أغضبكِ؟ اخبريني وسأقطع أحشاءه بيدي، أرجوكِ لا تقفزي، فلوحدث لكي مكروه، لن أسامح نفسي طيلة حياتي.
ما هذا الذي طل من عينيه؟ دموع! أجل. إنها دموع، دموع خرجت كالشلال، حفرت أخاديد على وجهه، بللت ثيابه، قلبه يدق بمقياس سبعة ريختر،اخبريني هل عاد الأطفال يتنمرون عليكِ من جديد؟ سأقتلهم جميعا، على صوت بكائه ونحيبه. انتفض مرة واحدة، عندما وجد يدا دافئة وضعت على كتفه، أدار وجهه، ليرى زوجته بملابس النوم، تتثاءب وتسأله: لماذا تقف هنا؟ فأشار بيده ناحية الشرفه، لتنظر زوجته باستغراب قائلة: علام تشير؟ قال سالم بصوت مبحوح، متقطع، وعينين زائغتين وهو ينظر إليها: الطفلة.
ردت الزوجة: أي طفلة؟ الطفلتان نائمتان في سريريهما. فأشار سالم مرة أخرى، الطفلة واقفة على….. ولكنه لم يكمل الكلمة؛ لأنه عندما عاد بنظره، لم يجد أحدا في الشرفة