نساء تكملة ابن الآبار فى مخطوط الرباط

الوصف

يجدر بنا فى البداية أن نشير إلى أن هذه الدراسة تقوم على محورين أساسيين أما الأول منهما، فيقوم على التعريف بابن الآبار، مؤلف كتاب التكملة، وأهم
آثاره، ومؤلفاته، ثم نتطرق إلى عرض ووصف لما جاء فى مخطوطتين لكتاب التكملة لابن الآبار، أما المخطوطة الأولى منهما فجاءت تحت رقم (5049)، والثانية تحت رقم (1411)، وهما موجودتان فى المكتبة الحسنية بالرباط، كما نقوم فى هذا المحور بتعريف عام لقيمة المخطوطة الثانية رقم (1411) موضع دراستنا من خلال عرض ودراسة ما ورد فيها من مادة علمية.
أما المحور الثانى فيقوم على التحقيق: ويشتمل على تقديم نص التراجم النِّسائية الواردة فى المخطوط الثانى رقم (1411)، وتحقيقه تحقيقًا علميًا، فقد ورد بهذا المخطوط (57) سبعة وخمسون ترجمة نسائية، ونحن إزاء استكمال نسخة من تراجم النِّساء لتكملة ابن الآبار، وجدنا أنه من المناسب أن نضيف تسع تراجم إلى التراجم الواردة بالمخطوط، منهم ست تراجم وردت فى كتاب التكملة طبعة كوديرا ، وثلاث تراجم وردت فى مخطوط محفوظ بالمكتبة الكتانية.
وبهذا يكون، ومن خلال الرجوع إلى أصول الكتاب تكوّن لدينا عددًا كبيرًا من تراجم النِّساء الأندلسيات، ما يقرب من (66) ست وستين ترجمة، لم تجتمع فى أى مصدر آخر.
أما عن ابن الآبار فبالرغم من الأعمال والكتب التى نُشرت له، أو التى نُشرت عنه، فإن هذا العالم الموسوعى، لا يزال مجهولاً لدينا، فى جوانب مهمة من شخصيته العلمية والثقافية، إذ لم نتعرف إلا على النذر القليل، وإن كان هذا النذر القليل، قد دلتنا معالمه على طبيعة هذا العالم، وكشفت لنا عن تبحره، وتكوينه الموسوعى ومنهجيته واطلاعه الكبير – وأن الإنسان ليأخذه العجب من إدراك ابن الآبّار هذه المكانة مع أنه لم يكن منقطعًا للعلم، بل نكاد نحسب أن هموم السياسة، وأعباء الحكم، وظروف المؤامرات، والفتن السائدة آنذاك فى بلنسية، والأحوال القاسية التى عاناها قبل التجائه إلى تونس وبعده لم تكن لتتح له فرصة للطلب والعطاء فى الميدان العلمى، أو تسمح له بتأليف كتاب، أو تدبيج رسالة، أو نظم قصيدة، أو تقييد علم، أو اصطياد فائدة، ولكن الواقع أن ابن الآبّار لم تفارقه حياته العلمية حتى وهو فى أحلك الظروف، وأقسى الأزمات؛ لأنه جُبل على محبة العلم منذ نعومة أظفاره، وقد يسر له مناخه العائلى والاجتماعى جميع الأسباب، ليكون عالمًا منذ نشأته.