حتى آخر نفس ج2

الوصف

ليس الموت ما يرعب!
بل الجانب المظلم للإنسان حينما يتجسد بأفعاله الشيطانية.

في غرفة مظلمة ومرعبة، تجلس امرأة على كرسي متهالك، وتعاني من الألم الشديد للمخاض، الإضاءة محدودة تصدر من مصباح ضعيف متدلٍّ من السقف، ويتحرك يمينًا ويسارًا، مما يخلق ظلالًا مرعبة تلتصق بالجدران العتيقة والمتصدعة.
الغرفة مليئة بالرائحة القذرة والمكتومة، حيث يعتصر الهواء الثقيل المكان، ويزيد من الضغط النفسي للأم، الجدران مغطاة ببقع الرطوبة والبقع المجهولة.
رغم ذلك كان جلُّ اهتمامها وتركيزها على ولادة صغيرها، شوقها لصرخته الأولى جعلها لا تهتم لكل ما حولها.
الأدوات الطبية المتهالكة والمهترئة تنثر في أرجاء الغرفة، مثل أجهزة المراقبة القديمة والأدوات الملتوية والملطخة بالدماء، العدادات القديمة تتراجع ببطء وتصدر أصواتًا مهددة تعزز الجو المرعب.
تشعر الأم بتوتر وقلق، لكن تبقى هادئة وراكزة. تتنفس ببطء وعمق؛ للتغلب على الألم، وعيناها تبحثان في الظلام عن أي تغيير يشير إلى اقتراب وصول صغيرها.
صرخات الألم والشدة تملأ الغرفة، مصطحبة معها الرعب والفزع، تتألم الأم بشدة، وتعاني من وحدتها، وعدم القدرة على الهروب، مع اقتراب لحظة الولادة المرعبة.
وفجأة تشعر الأم برغبة قوية للدفع، وتصبح الآلام أكثر شدة، تستخدم كل قوتها وتركيزها؛ لدفع الطفل بحركات متوالية، تشعر بالتعب والإرهاق، ولكن تستمر في القتال.