خواطر في حب بعض الكتب
((هناك بعض الكتب من جمال دقيق تفاصيلها، وخصوصا إن كانت فى فن أنت تحبه وقرأت عنه مسبقا، تجعلك تفاصيلها تقف مشدوها أمامها كالطفل الصغير حينما يرى لعبة جديدة، تراه يمسك بها متعجبا، منبهرا، متطلعا بكل حواسه لكل ما بها من تفاصيل، لكى يستطيع أن ينتفع بها الانتفاع الأمثل حينما يبدأ اللعب بها؛
كذلك هو حال بعض الكتب؟! تُمسك صفحاتها بحواسك جميعا، تنبهر بما فتح الله على كاتبها من النظر فى دقيق أمور هذا الفن، وكيفية وصفها وسردها بطريقة تجعلك تشعر أنك تعيش هذا الكتاب وليست مجرد قراءة، تدقق فيه، تعيد الكثير من صفحاته مرارا وتكرارا حتى تتأكد من وصول المعنى لقلبك وذهنك بالشكل الأمثل لتخزينه وتطبيقه وقت الحاجة إليه.
وفى النهاية وعندما تنتهى من صفحاته، تجلس معه كمجالستك لصديق عزيز عليك على سفر، تتأمل ملامحه، تسترجع ما مررت معه من أفكار وملاحيظ، ثم أخيرا تضعه داخل مكتبتك، سامحا له بالسفر إلى ما بقى فيك من عمر، لترجع إليه وتطلب منه النصيحة وقتما احتجت إلى ذلك، أو اشتقت إلى مجالسته من جديد فتعيد قراءته لتذكر به نفسك من جديد، وتبحث عن جديد ما فى سطوره من معانى لم تبُح بها صفحاته فى اللقاء الأول، نظرا لعدم نضجك فى الوصول إليها أو لغير ذلك من الأسباب التى حالت دون وصولها إلى قلبك.
ولا تنسى أخى فى الله استحضار النية وإخلاصها لله عز وجل فى كل عمل فى حياتك فصلاتك ونسكك ومحياك ومماتك لله رب العالمين.))
Comments (1)
جميل جدا ، استشعرنا هذا السّفر عبر القراءة لهذا النص أيضا