لَبِنة
الشِقة ثلاث غرفٍ وصالة, والدتي غرفة, وكلًا مني وشقيقي التوأم غرفة. (لَبِنة) يقال يولد التوأم متماثلان في كل شيء إلا بصمات الأصابع, وهو ما قد كان حتى الصف الأول الابتدائي, حينها انتقلنا أنا وأخي كلٌ منا لفصل بناءً على طلب والدتي اختصاصية علم الوراثة, لترى مقدار تأثير البيئة على هندسة الشخصية, بمعنى آخر نحن فئرا تجارب بالنسبة لها. (لَبِنة) حديثي كان دائمًا ما يُقطَع, أو يتم تجاهله بالكلية, وإن تُرِكتُ لأتحدث لا يفهمني أحد كأني أتحدث باللغة الكنعانية. (لَبِنة) لمْ أجد طوال حياتي من يفهمني, ولهذا أسرت الصمت, على عكس شقيقي ذا الحضور الطاغي ومَلكَة الحديث, لا يتوتر أو يتعرق ويتلعثم مثلي. (لَبِنة) ما نفعي بنسخة فاسدة مثله وأنت ابني؟ هذا ما خرج من فيه والدتي وسمعته من خلف باب غرفتي الموصدة. (لَبِنة) استيقظتُ منذ ثلاثة أيام لأجد الجدار الذي كان يُبنى أمام غرفتي قد تم الانتهاء منه, أنا على وشك الموت جوعًا, والشقة غرفتان وصالة, والدتي غرفة, وشقيقي غرفة.
***
اترك تعليقاً