محمد البوعبيدي في كتابه “أسرار الكتابة الروائية” يبين لك كيف تكتب رواية
عِنْدَمَا أَقُولُ “رِحلَتِي مَعَ الكِتَابة”، فَأَنَا أَسْتَثني الشِّعرَ لِأَّنَّهُ نَظْم، وأَقْصِد بِذَلِك الكِتَابَةَ السَّردِية عَامَّةً والرِّوَائية خَاصَّةً باعتِبَار أَنِّي مَارستُها إِلى هَذِه اللَّحظَة أَكْثَر مِن غَيرِها مِنَ الْأشْكَالِ النَّثرِيَّة الأُخرَى.
كُنّا ومَا زِلنَا نَقْرَأ عن الكِتَابة الرِّوائِية مِن خِلال مَا كَتَبَه النُّقَّادُ بَعدَ دِرَاسَتِهِم لِلأَعمَالِ الأَدَبِيَّة، لَا نَبخَسُهم أشْيَاءهُم فَالنَّقدُ كَذَلكَ حِرفَةٌ لَا يَمْتَهِنُهَا إلَّا مَن لَهُ نَظْرَة خَاصَّة للإبْدَاع، مَفعَمَة بِمجمُوعة مِن القَوَاعِد والإِملَاءات الَّتي تَتَميَّز في مُجْمَلها بالصَّرَامَة النِّسْبِيّة.
إِلَّا أَنَّ النّقْدَ لَيْسَ هُو الهَدْم أَو إِعَادَة الْبِنَاء، وَلَكِّنَّهُ حُكْمٌ نِسْبِي يُعتَبَرُ عُموماً كَإِحدَى القِراءات الّتي يَحتمِلُها النَّصُّ مِن قَارِئ نَصِفُه بأَنَّهُ مُختَلف، كمَا أَنَّهُ رَأيٌ وتَرمِيمٌ وإثراءٌ واستِخْراجٌ لمَكامِنِ النَّصِّ ولِطَرِيقَةِ بِنائِه، ثُمَّ على هذا الأساس وضع مجموعة من القواعد التي تؤسس للعمل الإبداعي. إلا أني أرى أنه مهما حصَلَ، فالنَّاقدُ ينظر إلى العَمَل من زَاوية القَارِئِ نَفسِه، القَارِئِ المُتَعَالي عَنِ الغَلَط، المُبَرِّر لِكُلِّ فِكْرَةٍ فَهِمَهَا أو أراد أن يَفهَمَها، فَمَاذَا لَوْ نَظَرَ إليه مِنْ زَاوية الكَاتِب؟ مَاذَا لَوْ نَظَرَ إليه خِلَالَ عَمَلية التَّأليف بكل حَيْثِيَاتِها؟
اترك تعليقاً