هدايا ملعونة

هدايا ملعونة

النهاردة اول يوم لى فى شقتى الجديدة ، عيد ميلادى بعد يومين وكل حبايبى هيجوا يباركوا عالشقة ونحتفل بعيد ميلادى سوى
معزمتش حد غريب عن العيلة غير عزة صحبتى وفيروز جارتي فى العمارة القديمة
يوم عيد ميلادى جالى هدايا كتير، كانت اجمل واقيم هدية ساعة حائط من فيروز
جارتي
عدى اليوم وعلقت الساعة على عمود فى الصالة وحقيقى ادته شياكة
واحنا نايمين بالليل سمعت صوت خبط فى المطبخ، قولت يمكن الاطباق والكوبيات اللى كيس الزبالة وقعت، مهتمتش، لما صحيت الصبح، لقيت الكيس مربوط ومفيش حاجة وقعة عالارض، قولت اكيد من التعب اتهيالى
بس تانى يوم اتكرر نفس الصوت، قولت لمحمود فى صوت برة قالى مسمعتش
وفضل الصوت يتكرر كل يوم فى نفس الوقت الساعة ٢ ، حكيت لعزة اللى بيحصل قالتلى فى شيخ انا ريحاله تعالى معايا ، رفضت لانى بخاف
قالتلى تعالى معايا علشان مبقاش لوحدى
….. كنت خايفة ومترددة، بس هى ضغطت عليا واضطريت اروح معاها علشان انا صحبتها الوحيدة وبتثق فيا
ووفقت ورحت معاها، طول الطريق خايفة… انا عمرى ما روحت الاماكن دى ده انا بخاف لما بشوف عالفيس بوستات الناس وشكواهم من الاعمال والعفاريت
والكلام ده….
وصلنا المنطقة اللى فيها الشيخ
ومن اول الطريق وقبل ما نسال عن العنوان الناس اللى قاعدة على بيبان البيوت بقت تشاور لنا من غير ما نسال وتقول بيت الشيخ عزام اخر الشارع البيت اللى فيه محل عطارة
مشينا زى ما وصفولنا …. وصلنا فعلا بيت قديم ومحل عطارة صغير، مش عارفة ده للتمويه ولا هو فعلا محل الناس بتشترى منه، دخلنا من باب البيت كنت هقع اتكعبلت فى ست كبيرة قعدة فى مدخل البيت متلفحة بالسواد مش باين منها غير عنين جحظة وكحل لافف حولين عنيها زى التعبان، صرخت لان الدنيا كانت ضلمة لان الوقت كان المغرب ومفيش لمبة فى المدخل متوقعتش ان حد يقعد كده
قالت متخفيش ادخلى من الدكان هتلاقي باب وراء ستارة والشيخ مستنيكى
قولت لعزة بقولك ايه البداية كده مرعبة انا هستناكى على اول الشارع وأنتى خلصى وتعالى، كلامى مجبش اى نتيجة وبرده صممت ادخل معاها ودخلتنى معاها المحل ورفعنا الستارة وكان وراها باب زى الست ما قالت
كان قاعد جنب الباب رجل لابس جلابية وماسك سبحة
اول ما شفنا قال لصحبتى انتى جاية تشوفى حالك وحظك ماله، وانتى يا مرام
عينى برقت واتصدمت عرف اسمى منين، مردتش اساله ولا اتكلم معاه ، صحبتى قالتله انت عرفت منين اسمها، قالها ادخلى للشيخ لما الناس اللى عنده تخرج…. استنينا برة شوية وانا عينى منزلتش من على الرجل ومسكة فى ايد عزة ومرعوبة، دخلت وانا رجلى مش شيلانى وهموت من الخوف
ضوء الاوضة كان خفيف، ولقينا رجل كبير قاعد قدامه ترييزة ومصحف وسبح
لما شفت المصحف قلبى اطمن قولت كده تمام الرجل يعرف ربنا مفيش قلق
سأل عزة شكوتك ومشكلتك
-ردت وقالتله انها كبرت وقربت على ال40 مفيش خطوبة بتم واى حد بيتقدم الموضوع مش بيكمل
غطى وشها بشاله وقعد يقرأ عليها وانا قاعدة عينى متثبتة على المصحف وشوية ارجع بعين ابص عليه وهو بيقرا عليها
خلص وقالها على حاجات تعملها وزيوت تشتريها ولقيته بصلى وقالى ها يا مرام مش عاوزة تقولى حاجة
اتلجلجت فى الكلام وطلع كلامى زى عيل صغير بيتهته انا
لا
قلى وجوزك محمود عامل ايه معاكى
خفت واترعبت وقلتله عرفت منين اسمى واسم جوزى
قالى ولسه لحد دلوقتى ربنا ما رزقكيش بالخلفة
قولتله ايوة بس عرفت ازاى
لا لا انا مش عاوزة اعرف حاجة انا خايفة، مش عاوزة حاجة وسبت عزة عنده جوة وخرجت اجرى
ووقفت برة اخد نفسى المقطوع وكأنى كنت بجرى بقالى مدة ،خرجت عزة وقالتلى
– مالك خفتى ليه ما كنتى خلتيه يقرا عليكى
– لا يا ستى الله الغنى انا ندمت انى جيت انا حاسة ان جسمى متلبش
فضلت طول الطريق حاسة بخانقة ومش مرتاحة وصلت ونزلت من العربية وعزة كملت طريقها
كان الوقت أتأخر والساعة حوالى ٩ونص قلت الحمد اطلع بسرعة قبل النور ما يقطع زى كل يوم
يادوب طلعت وغيرت هدومى وقعدت ومسكت تليفونى اكلم محمود اشوفه جاى امتى النور قطع، فتحت كشاف التليفون وكلمته وخلصت مكالمة والتليفون فصل شحن
نسيت خالص اشحنه لما رجعت وبقى البيت ضلمة، مسكت اعصابى وقلت هدخل المطبخ اجيب شمعة عيد ميلادى انا حطها فى الدرج
فتحت الشباك علشان يدخل ضوء، ومشيت لحد المطبخ مديت ايدى افتح الدرج لقيت حد بيناولنى الشمعة طلعت اجرى وصرخت وقفت وضهرى للشبابك وعينى على المطبخ لقيت الشمعة ولعة وجاية لحد عندى فى الصالة، وفجأة حسيت بايد كتمت نفسى ولقيت الست اللى كانت قاعدة جوة مدخل الشيخ هى اللى بتقرب منى وفى ايديها الشمعة
صرخت ووقعت من طولى، معرفش ايه اللى حصل ولقيت محمود فى وشى ماسك تليفونه وفاتح كشاف الموبايل بتاعه
– مالك
– النور قطع وتليفونى فصل شحن روحت
اجيب شمعة من الدرج لقيتها مولعة وجايلى
– ايه اللى انتى بتقوليه ده، شكلك اتلبستى لما روحتى مع صحبتك
– انا خايفة اوى يا محمود
– شغلى قران فى البيت ومش هيتكرر انك تروحى مشوار زى ده تانى
– اروح فين ده انا حرمت
رجع النور قمت شحنت التليفون ودخلت اجهز عشاء خفيف لمحمود، لقيت الشمعة
على الرخامة سايح نصها والشمع راسم عين والخيط كانه نن العين
ندهت على محمود، جه بقوله بص الشمعة أهى على الرخامة وكانت مولعة وسايح جزء منها يعنى مش تهيؤات
قالى يمكن انتى ولعتيها وسبتيها وخرجتى برة ومن خوفك من مشوار النهاردة بيتهيالك الحاجات دى، عملت نفسى مصدقة علشان لو قولتله لا ده حصل فعلا، هيقولى ده بسبب صحبتك وهيخلنى معرفهاش تانى
حضرت العشاء واكلت معاه ودخلت اغسل ايدى ببص فى مراية الحمام لقيت
الست اللى كانت ماسكة الشمعة، خرجت بسرعة شغلت قرآن وجريت نمت على السرير جنب محمود
صحيت على صوت محمود بيلبس هدومه ونازل الشغل
– ايه مش هتفطر
– افطر ايه التليفون رن وانتى مسمعتيش ومش قادرة تقومى، كملى نوم هفطر اى حاجة فى الشغل
– معلش يا حبيبي والله حاسة ان جسمى مكسر
– سلام
نزل محمود وقلت اكمل نوم زى ما قلى
يدوب عينى غفلت وسمعت صوت برة قمت اشوف فى ايه لقيت محمود واقف
فى المطبخ
– لسه منزلتش
مالك مش بترد ليه
قربت منه لقيته واقف ماسك الشمعة
مالك ماسكها كده ليه، لسه هحط ايدى على ضهره التفت لقيته الست اللى طلعتلى امبارح ، جريت بسرعة على الاوضة اتصلت بيه
– انت فين
– انا فى الشغل فى ايه
– انا خرجت لقيتك برة فى المطبخ، بكلمك لقيتك الست اللى طلعتلى امبارح
– لقتينى برة ، بقولك ايه، انا جايلك مش هينفع اللى بيحصل ده
قفل محمود وقعدت على السرير، اتصلت بعزة احكيلها اللى بيحصلى ، هدتنى وقالتلى اكيد تهيؤات، لانى كنت مرعوبة امبارح
قفلت معاها وسمعت الباب بيتفتح، ده اكيد محمود رجع من الشغل زى ما قالى،
خرجت ملقتش حد ، بس حسيت بنفس جنب ودنى، صوت بيهمس،
جريت بسرعة عالاوضة، خبطت فى العمود ووقعت الساعة على الارض ، قفلت الباب ورايا، دخلت قعدت على الارض وراء الباب من الخوف، لقيت
ايد بتتمد من تحت السرير وشدتنى ولقيت نفسى جوة مكان ضلمة وخيلات
بتلف حواليا، وحد بيشد شعرى ويرميه فى الارض، صوت بيقول مش هنسيبك
تعيشى مرتاحة، ولازم تبعدى عن الشقة
وحد تانى شكله بشع بيلم الشعر ويبلعه
صرخت وحسيت ان حد خنقنى وربطنى
فى عمود زى عمود اللى فى شقتى، والشمعة بتسيح على وشى والساعة عمالة تدق وكانها بتعلن عن مهلة
انى لازم اسيب محمود وشقتى
فجأة لقيت محمود بيفوقنى وانا مرمية تحت العمود والساعة متكسرة ومرمية جنبى
عيطت اول ما شفته وقلتله مشينى من هنا لو فضلت هيموتونى ،
– مين اللى هيموتك
– معرفش بس انا خايفة، ودينى عند ماما
خدنى محمود ونزلنا، لما وصلت بيت ماما
اتخضت من شكلى، محمود حكالها ان دى حالتى من ساعة ما رجعت من مشوار الشيخ مع عزة، حولت ماما تهدينى، وشغلت قران واتصلت بجارنا عم سيد حافظ للقرآن وشيخ جامع وكان صاحب بابا الله يرحمه
…….
طلع وقعد وسالنى شفت ايه، حكيتله من اول ما روحت المشوار لحد اللحظة اللى انا فيه بالتفصيل، قال لمحمود لازم نروح الشقة ونشوف اللى فيه
روحنا كلنا الشقة وفتح محمود الباب، اول ما دخلت لقيت خيال بيجرى على المطبخ
صرخت، وجريت على برة ، الشيخ هدانى و دخلت تانى، قعد يقرا عليا
-سأل هو الخيلات اللى بتظهر دى من بعد عيد ميلادك ولا المشوار
– من بعد عيد ميلادى سمعنا اصوات
– طب ايه الهدايا اللى جاتلك
– حاجات شخصية والساعة اللى متكسرة على الارض دى جارتى فى الشقة القديمة و تورتة عيد ميلادى والشمعة صحبتى عزة اللى جابتها
قام عم سيد من مكانه وراح ناحية الساعة قعد يحرك فيها بسبحته ومسكها
وقع من اللى متبقى منها حاجة ملفوفة
– ايه ده
– هات يا محمود طبق فيه ميه
جاب محمود الطبق وقرا عليه الشيخ سيد ايات وفك اللفة اللى متكتفة جوة كيس وملفوفة بخيوط، لقى فيها صورتى
وكلام غريب انا مش فهماه
– دى صورتك بس كان فى شخص معاكى وقاصص صورته
– بصيت على عالصورة، دى صورتى كنت متصورة مع فيروز
– ربنا بيحبك لولا انك خفتى من الخيلات اللى بتظهر كانت فضلت الساعة متعلقة على الحيطة والعمل مخفى وحياتك كانت هتبقى كلها مشاكل وكره للبيت
– يعنى صحبتك وجارتك يا ست هانم اللى عملت كده
– اللى حصل المهم انكم تتجنبوا التعامل معاها وبلاش تعرف انك لقيتى حاجة
– يعنى كده مش هشوف الست دى تانى
– هو اللى فى الساعة كانت بالمشاكل وتكرهى الشقة انما التخيلات دى بقى لسه هنشوف من ايه
– الشمعة امبارح جت لحد عندى الصالة
اكيد فيها حاجة
-ايوة انا الصبح شايفها سايحة ومرسوة
زى العين
– هاتها يابنى نشوف فيها ايه
جاب محمود الشمعة للشيخ، وفعلا كانت زى العين شكلها مخيف،والخيط الاسود
اللى فيها زى التعبان، طلب للشيخ صنية
وكبريت ومية جوة الصنية، ولع الشمعة
وقرأ قرآن خرج دخان الشمعة كأنه تعبان خارج بيتلوى منها والشمع المنصهر منها بيكتب
على المية حروف متجمدة
تكره م ح م و د وتتعب
اتصدمت واتقهرت صحبة عمرى هى اللى
تعمل فيا كده
– العين متكرهش غير الاحسن منها ومش كل القلوب صافية يا بنتى
– لما خدتنى عند الدجال كان هدفها ايه
– كانت عاوزة تزرع الرعب فى قلبك والشيخ يعزم عليكى، بس انتى ربنا بيحبك، بس انت ضيعتى عليه فرصة انك تقعدى تحت ايده
– شايفة اختيارتك فى صحابك
– خلاص يا محمود اللى فيها مكفيها، وكويس ده تدابير ربنا اللى نجتك من افعالهم الشيطانية
– فعلا مش كل القلوب صافية
– اقطعى علاقتك بالناس دى بس من غير
ما تقولى السبب الحقيقى لانهم ممكن يدبروا حاجات تانى مدام قلوبهم خبيثة
– هى تقولهم محمود منعنى عنكم وبينا مشاكل
– ربنا يحفظكم، وياريت تحافظوا على الصلاة والقران يفضل شغال فى البيت
على طول حماية ليكم
– بامر الله وتكلنا عليه مش هيمسنا اذى

الكاتب

شارك هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *