وسم
بائسة هي منذ أن شَرُفت للدنيا، سيئة الحظ، دميمة الخلقة شرسة الطباع. البطة السوداء بين أخواتها الجميلات و كأنها نبتت من رحم شيطانة. حاول الوالدان عزلها عن المجتمع لتجنب الحرج و التجريح بعبارات قاسية أبسطها أنها بنت حرام. يوم ميلادها العشرين صادفت شحاذا قذرًا ناداها باسمها. ذهبت لتحادثه متوجسة فقال بصوت عميق “مكانك ليس هنا. يجب الوفاء بالعهد .” تجمدت لثوان أمسك فيها يدها و وسمها بقالب معدني متوهج عليه رموز غريبة. صرخت بارتياع و سقطت على الأرض لتجد الشحاذ قد اختفى تماماً . بعد يومين و بغرفتها كانت تتنفس بصعوبة و يأبى صوتها الخروج؛ فذلك الكيان الجهنمي جثم على صدرها بقوة ليصيبها شلل كلي بجسدها لكن عقلها كان واعياً و كاد أن يشتعل . غرز ظفره المدبب في وريد بذراعه و التقط بضع قطرات من دمه الأرجواني ليضعها فوق الوسم بكفها . انتفض جسدها كالمصعوقة عدة مراتٍ حتى أغشى عليها فأطلق صيحة مريعة قائلاً ” ابنتي عادت لي” حملها و انطلق فارداً جناحيه نحو الأرض الوسطى حيث ينتظرها جحيم بهيم لا شيء به سوى عذاب سرمدي بلا موت و بلا حياة.
***
اترك تعليقاً