30ديسمبر
ولأن قلوب النّساء عامِرة بالحزن أيضا كما الكثير من الحب،ولأنّ أمزجتهن لا تعرف سُبل الثّبات، ولأنّهن يحمِلن التّعب دائما معهن،ولاتستطيع الواحدة منهن تكديس الدّموع أكثر من أسبوع..
فماذا تصنع نساء غزّة؟ كيف للمرأة هناك أن تعيش التّعب العادي، وتُمارس حقّها في التّضجر كبقية نساء العالم،كيف تستطيع الواحدة منهن أن تُنصت لصخبها الدّاخلي، ذلك الصّخب الذي يغزو عقول النّساء من حين لحين، ومن أين لها بغطاء دافِئ وجوارب صوفية مُطرزة ،من ذا الذي يعدّ لها كوب حليب وزنجبيل ليُخفّف عنها الألم! هل بقي على الوسائد مطرح جاف لتُذرَف عليه دموع النّساء وهل توجد بعد هناك وسائد أساسا!..
في حضرة هذا الصّخب، في حضرة الألم والفقد والعجز، أدرِك وأصدِق أن جِراح النّساء جِراح غائرة،وأن مشاعرهنّ أكثر عرضة للتهشم، أدرك أن الحرب همّ جديد يُضاف إلى همومهن ووجع أقوى ولكن سبقته أوجاع وآلام أخرى لا أحد يعرفها، آلام خفيّة تمتنع النّسوة أن تُخبر بها أحد..
في كلّ شبر من غزة ثمة سيدة لن تغفر من استباح عزلتها ونزع الشال الزهري عن كتفها، وأسقط عقدة الفراشة .
اترك تعليقاً