حكايات القبعات البيضاء.. رواية لـ طلال العزاوي
وصلنا الى مطار حلب نحن الاربعة ، وما ان استلمت الكرسي الا ورميت جسمي فوقه ، وانا اقول
محلاك يا كرسي المطار المريح ببساطته ، حقاً انك كرسي الانسانية تحتضن الجميع ولا تفرق بين أسود وأبيض بين صغير وكبير بين مهاجر وأمير بين غني وفقير ، هل أنت حضن أمي أم حضن جدتي أم حضن أبي ، أية سعادة اشعر في أكنافك ، أية راحة تسللت الى جسمي ، أية سعادة ملكتها عقلي .
ما أروعك كرسي المطار دافئاً تريح المتعبين لفترة لا ينسونك بها وحين يتركونك يلتفتون اليك هل أنت تناديهم أم هم لم ينزعوا الشوق منك ، ليت كل كراسي الحكم مثلك فترتها قصيرة توعظ الجالسين عليها : بأنها ما تركت فارغة لكم الا لأنها لم تدم لغيركم .
أنت كرسي لم يحظَ به الملوك والسلاطين فكراسيهم بها اشواك خيالية تقلق جلستهم مهما كانت صناعتها من خشب الابنوس أو العاج ومهما رصعت بالجواهر أو الالماس ومهما غُلفت بالذهب أو الفضة ، و بُطنت بالريش الناعم والحرير المضيء ، حقاً انت آلة الزمن تنقلنا من مكان الى مكان
اترك تعليقاً