لص الأسنان
المقهى مكانه الوحيد الذي يشعر فيه بالصفاء مع نفسه وحيدا مع أفكاره ليتناسى بطريقته كل ما يشغل عقله، يتهالك إلى مقعده المعتاد على طاولة تقع على جانب من مجموع طاولات الجالسين، يروم الوحدة وقد شعر بارتياح في هذه الجلسة...
المقهى مكانه الوحيد الذي يشعر فيه بالصفاء مع نفسه وحيدا مع أفكاره ليتناسى بطريقته كل ما يشغل عقله، يتهالك إلى مقعده المعتاد على طاولة تقع على جانب من مجموع طاولات الجالسين، يروم الوحدة وقد شعر بارتياح في هذه الجلسة...
نال وحيد ما قد حلم به منذ بضع سنوات، رحل طالبا من الحي الذي عاش فيه ليرجع إليه بمنصب الطبيب المحترم الذي ترمقه الأعين بالتوقير والإعجاب الذي لا يوهب إلا لمن كان ذا مقام عالي. فتح عيادته وارتدى معطفه الأبيض...
أوقفنى بنظرة وإشارة. كان يقف أعلى سلم منزله الخارجي. تقدمت ناحيته. ثنى ساقيه ليقعد. صارت رأسه فى مستوى رأسى، قال لى: - سيدى، طمئننى سمتك، وقلت لنفسي إنك الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق فيه من كل الذين مروا من أمامى،...
(1) ولادة: _____________ في مشهد فوضوي يعج بالهرج و المرج فجرا، يعلو صراخ سيدة فاجأها المخاض بمحطة القطار و قد تشبثت بذراع زوجها الذي ارتبك بذعر صائحا بها: دلوقتي؟! دلوقتي يا هدى؟ مش لسه فاضل إسبوعين؟ و الله أنا كان قلبي مش...
اقتربَ منها حد تعَانُق الأنفاس، وعيناهُ تملؤُهما الشرر، مُمسكًا يديها الضعيفتينِ فى استسلامٍ تامٍ منها، أغمضت عيناها. ووقعت بقلم الرضا مصيرها، تنتظر برزخًا أبديًا، لم تكن المرة الأولى ليتمَّ ذبحها، فقد ذُبحت مراتٍ ومرات فى كلِ مرة تعودُ أكثرَ...
ﺃلقى نظرة من الشباك المطل خارجا حيث تهب نسمات لطيفة من الجو الخريفي الذي ﺃتى قبل ﺃوانه بأيام تداعب فيها اﻷوراق وهي تتمايل متأرجحة تصنع صوتا خفيفا لا يسمع ﺇلا للقريب منه، غادرت زوجته أنيسة ﺇلى عملها وعلى ﺇثرها...
الشياطين أيضًا كانوا يعرفون خبر الأمطار الغزيرة المُحتمَلة، ليس ذلك غريبًا، وكل النشرات والصفحات الرئيسية لمواقع الأخبار على النت نقلتْ توقعات هيئة الأرصاد الجوية، وأعلنتها من مساء الجمعة أن يكون الثلاثاء التالي هو الأسوأ، في ذروة الموجة الباردة التي...
كان الممر طويلًا، وقف يسحب أنفاسه بشهيق يصعد على صدره ثقيلًا، يتحرك قلقًا، ثم سأل الممرضة: أين تقع غرفة رقم "٣٥"؟ أشارت إليه بإصبعها، عاود السير مسرعًا، بينما تدور حوله صورته وآخر كلامه بالأمس. كان خائفًا، لعله ينتظرني كعادته، فأنا أعرفه جيدًا،...
نسكن في غرفة واحدة، أنا و أخي الصغير، و جدتينا. أحد جداتي تحب شعري مجدول بضفيرة مهندمة شديدة الضيق، تكاد تتمزق منها ألما بصيلات شعري عند منبتها، حين أتذمر على ذلك، تخوفني بأن تزعم أن شعر الفتاة يتحول إلى ثعابين و حيات...
إن لم تواجه ما واجهته، أو تعلم شيئًا عن حياتي، فمن يمنحك الحق كي تحكم على تصرفاتي؟ قد تراني محتالًا أو خبيث الروح، ظالمًا أو مظلومًا، و لكن ما تراه لن يسعدني أو يشقيني، فأنا موظف بسيط قد لا يلفت...