ميراثي من أبي

ميراثي من أبي

أشعر ببرودة داخل قلب، تسيل دموعى على وجنتى وتشق ضلوعى تنهيدة حسرة عند رؤيتى لقبلة يطبعها اب على جبين ابنته او حضن خوف واهتمام او باقة ورد نالتها احد الفتيات …. فأنا لم أنل يوماً ما نَالته الأخريات
فأنا يتيمة هذا الاحساس، حُرمت منه فلم يترك لى ابى غير صفعة على خدى عندما رأى خِصرى يتمايل
على أنغام إحدى الأغنيات، مرات عديدة مزق قلبى، وكتبى، ابعدنى عن الحياة وأهدانى الموت عدت مرات
فمازلت أثر دفعته لى بعيداً عنه واضحة فى نظرة عينى المنكسرة، وانحناءة رأسى
لم ازرف حينها دمعة واحدة ولكن العالم من حولى تداعى وانتهى، لم يترك لى ابى
الا شعور اليتم والحرمان، بحثت عن الامان بين خصلات الشعر الابيض، لعلى اجد فيه ريح ابى التى انتظرتها وتمنيتها ان يكون عليها يوما ما
مات ابى ولم يصلح ما بيننا، هو لم يكن على قيد الحياة من قبل
الان كلما شاهدت أباً يبكى لفراق ابنته عند عقد قرانها، اموت حزننا لما لم يكن لابى قلب مثل قلبه
رحل ابى عن حياتى مرتان الاولى عندما طلق امى وتركنا والرحيل الثانى عندما مات وترك قلبى خاوياً دون اى اعتذار او تبرير، ورغم ذلك منحته بعض الاعذار ربما كان فى ماضيه ما تخشاه، ربما خبأ دعوة من احدهن فى رفوف النسيان (كما تدين تدان) وخشي ان ترد له فى انا
فجعل قلبى يكره صِنف الرجال…
الا اننى رغم كرهى لهم بحثت عن الامان وملا فراغ قلبى وحياتى ومع اول كلمة لمست قلبى وملأت هذا الفراغ القيت بنفسى فى أحضان قائلها…….
حين قال لى ان عيونى جميلة، ومشاعرى أجمل وهدوئى وثرثرتى عشق ، اخبرنى أن اِحمرار وجنتى من كلماته هى اجمل المساحيق التى تتزين بها الاخريات، وان خصلات شعرى تثير غيرته ان داعبها الهواء……خدعتني آلاف الكلمات، وما داوت جرح قلبى لاننى لم اسمعها من حبيبى الاول،فانت حبى الاول ابى …
ربما لم تكن تعرف ان الفتيات حبيبها الاول هو أبها، مصدر ثقتها… امانها ، قوتها، وعزها الذى يتركه الاباء لبناتهمن
اما انت لم تترك لقلبى الا الحزن والحرمان، فميراثى منك يا ابى ما هو الا
صفعة على وجهى امام الحياة
طعنة فى قلبى كلما رايت الحب فى عيون الآباء
دفعة القت بى فى أحضان الغرباء

الكاتب

شارك هذا المقال

Comments (2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *