سفير إبليس
السعر الأصلي هو: EGP 290.00.EGP 150.00السعر الحالي هو: EGP 150.00.
- الوصف
- مراجعات (0)
الوصف
انطفأت الأضواء في البناية وكامل مُحيطها، وبدأت أصوات قرقعة، وتحطم وانهيار تحت أقدامنا، وملأ سماء الليل اصطدامات هائلة وصخب وعقاب، وهوينا في دياجير الظلام وصمت العدم.
عدت إلى رشدي على رائحة قوية نفاذة، كان أحدهم يضعها على أنفي، وإذا بعيني المندهشتين تقعان على مشهد فريد من مشاهد الخراب والجحيم.
حاولت أن أنهض ولكن ساقاي كانتا مُهشمتين، وأطرافي تنهشها آلآم مُبرحة هيجها برد الليل، وكان يُحيط بي بعض الرجال، يغطونني بملاءات داكنة اللون، وآخرون يروحون ويجيئون وفي أيديهم مصابيح كستها خيوط الفجر باللون الأحمر.
كان المشهد بشعًا، فكانت البناية كأنها وحش ضخم، ممددٌ في شحوب الصباح المكدود، وقد اصطبغت الكتل الحجرية الضخمة، والتماثيل الصخرية، والنقوش والكتابات التي كانت بارزة، باللون الأحمر مختلطة بأشلاء الرجال، تلقي في النفس رعبًا محمومًا.
وكان ينساب من زرقة السماء الصافية، التي خبا الضوء في نجومها الباردة شيء كأنه نهر من سكون.
لم يكن هناك سوى همهمات مختنقة، وأصوات العمال الجشة الباحثة بين ركام الخراب عن بقايا للحياة على ضوء المصابيح.
وتراءت من حولي أجساد ممزقة مشوهة، كانت السيدة العجوز ملقاة في فحش عارية، حتى مقدمة جوفها الأصفر الرخو وحدقتا عينيها متسعتان وشاخصتان، وكانت هناك خصلة من الشعر الرمادي، معلقة بقطعة من الحجر، بجوار رأسها ترتجف مع النسيم.
وعلى مقربة منها شاهدت جثتي التاجرين، ولم أتعرف عليهما إلا من بقايا ألوان ملابسهما، لقد انسحق الاثنان واستحالت أطرافهما البائسة إلى كومة من الوحل المقزز الدامي الممتزج مع التراب والحصى، وسمعت صوت صديقي خلفي يئن.
شعرت بالإغماءة مرة أخري لبشاعة تلك المناظر، وأدرت عيني التائهتين، لتجولا حول المكان الذي أرقد فيه، وكان البعض يعد نقّالة لتحملني إلى مكان آخر.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.