الوصف

كان يقف أمام بوسترات الأفلام المعروضة أمام قاعة السينما، لم يستطع تمييز أيًا منهم يبدو جيدًا ليأخذ قرار مشاهدته، ولكنه اتخذ قراره على أية حال، أراد دخول فيلم ما، لم يهمه أيٌّ منهم، ولكنه سيشاهد واحدًا، تصفح إعلانات كل منهم سريعًا على اليوتيوب.

لم يجذبه سوى واحدٍ اعتقد أنه أفضلهم، فحجز تذكرة واحدة سريعًا، كان بمفرده بعدما انتهى من الإنترفيو الذي أتى من أجله، كان لا يزال الوقت باكرًا على العودة، لديه وقت للذهاب لـ”كايروفيستيفال” بما أنه قريب بالأساس من شارع التسعين حيث المركز الرئيسي للبنوك، هناك وقت للغداء ومشاهدة فيلم جديد، والمشي قليلًا في المول، قبل نهاية اليوم.

“The Mother” كان اسم الفيلم الذي اختاره، ولم يكن بقاعة العرض الخاصة به سواه هو وستة آخرين، فيلم طويل، أحداث غير مفهومة، فانتازيا ومخاطبة للذات الإلهية، بطلة الفيلم جميلة، تمامًا كتلك الفتاة التي كانت تجلس أمامه بمفردها، لم يستطع سوى ملاحظة شعرها الناعم المنسدل أمامه.

التفتت بعض المرات، كانت تستكشف الحاضرين مثله، التقت عيناهما مرتين، وابتسما بدون سابق معرفة، انتهى الفيلم أخيرًا، لم يكن على المستوى الذي يفهمه الحاضرون، تقابلا خارج القاعة، وضحكا من غرابة الفيلم الذي شاهداه للتو، وانتهز الفرصة ليسألها ضاحكًا: فهمتي حاجة؟

– ردت بابتسامة: لا طبعًا.. وأنت؟

– أراهنك لو كان حد فهم حاجة من الستة إللي كانوا معانا.

ضحكت مجددًا، هذه المرة استطاع أن يلاحظ عينيها الخضراء، لم ير مثل تلك العينين في الحقيقة من قبل.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.


كن أول من يقيم “كوكو شانيل”