الوصف

الحاجات – أحمد صابر الزعبلاوي

قبل ختام الجزء الأول من الشيء والواحد

أعرف من الحكايات ما يملأ أقفاصا تسد أي ثقب أسود بثقب أبيض منه. أحملها لا لحب السرد أو التسلية أو الوعظة، لكنها تحملني فحسب..

مخطط الحاجات
( لا أعرف تحديدا. يصحو من النوم كل يوم، يفعل أشياء ويقول أخرى، ثم )

يحب النهر. اعتاد المشي بجانبه ليوهم نفسه أنه ليس وحيدا. ويوم سعده إذا عطست الشمس فانولد ظل يكمل مجموعة صغيرة لها حميميتها واعتبارها وسط الوحيدين وفرق ألعاب القوى أو السيرك التي تستولي تقليديا على مسارح كل شارع ينوي أن يزور أرضه قبل اختفاء يوم جديد قديم.
على يمينه الماء وبعض شجر. على يساره سيارات أطفال كبار ملونة بصافرات لا تتوقف عن الصراخ إلا ليصرخ قائدوها بأنفسهم في معارك شتى. الجو غبي كعادتهما معا، والوقت يلعب فيه النهار مع الليل.
شعر بملل لازمه منذ زمن، فأخرج من جيبه علكة لفها كتقليده في ورقة روزنامة. أخذ العلكة وكاد يرمي الورقة. تذكر أنه يُكْتب في هامشها السفلي بعض العبارات التي قد تحمل حكمة أو كلمة ملهمة أو حتى طرفة تخفف عنه وطأة الطريق المندعس،، وربما تقلل حنينه إلى الكلام، الذي كلما اشتد، عاد إلى استبضاع مقولات مأثورة عمن يحبهم ويقدرهم.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.


كن أول من يقيم “الحاجات”